الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء
فقالت: تعس مسطح.فقلت لها: بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدرا؟قالت: أي هنتاه (1) أو لم تسمعي ما قال؟قلت: وما ذاك؟فأخبرتني الخبر فازددت مرضا على مرضي.فلما رجعت إلى بيتي ودخل علي رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فسلم ثم قال: (كيف تيكم؟).فقلت: أتأذن لي أن آتي أبوي وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما فأذن لي فجئت أبوي.فقلت: يا أمتاه! ما يتحدث الناس؟قالت: يا بنية! هوني عليك فوالله لقلما كانت امرأة وضيئة عند رجل يحبها لها ضرائر إلا كثرن عليها.فقلت: سبحان الله وقد تحدث الناس بهذا؟!فبكيت الليلة حتى لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت أبكي فدعا رسول الله-صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستأمرهما في فراق أهله.فأما أسامة: فأشار على رسول الله بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم لهم في نفسه من الود فقال:يا رسول الله! أهلك ولا نعلم إلا خيرا.وأما علي فقال: لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير واسأل الجارية تصدقك.فدعا رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بريرة (2) فقال: (أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك؟).قالت: لا والذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمرا أغمصه (3) عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فيأتي الداجن فيأكله.__________(1) قال ابن الأثير: أي: يا هذه وتفتح النون وتسكن وتضم الهاء االاخرة وتسكن قال جوهري: هذه اللفظة تختص بالنداء وقيل: معنى يا هنتاه: أي: يا بلهاء كأنها نسبت إلى قلة معرفة بمكايد الناس وشرورهم.(2) كون الجارية بريرة هنا وهم من بعض الرواة نبه عليه ابن القيم في " زاد المعاد " 3 / 268؟؟ مؤسسة الرسالة بتحقيقنا واخذه عنه الزركشي في " الاجابة " ص 48.(3) أي: عيبه.
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 156 - مجلد رقم: 2
|